تتميز المملكة العربية السعودية بأنها سوق جديد ومزدهر، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 34.15 مليون نسمة. فضلًا عن أنها تمثل أكبر اقتصاد في العالم العربي. لقد شهد العالم في عصرنا الحالي تطورًا كبيرًا في العديد من التقنيات الرقمية، برزت فيه المملكة كبيئة مثالية للاستثمار بالنسبة الشركات.
فيما يلي شرح لأسباب نمو التسويق الرقمي في المملكة العربية السعودية، والتي تتضمن:
- زيادة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر بين المستهلكين السعوديين. ففي يناير 2020، بلغ عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية 14 مليونًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلى 27.42 مليون مستخدم نشط بحلول عام 2029.
- يُفهم الاقتصاد الرقمي على أنه جزء من دوران الاقتصاد الذي تدعمه الحكومة. حيث نجد العديد من المبادرات الحكومية الداعمة للاقتصاد الرقمي، نذكر منها رؤية السعودية 2030.
اتجاهات التسويق الرقمي في المملكة العربية السعودية:
مكّنت العوامل السابقة الشركات من الحصول على فرص لتسويق منتجاتها للمستهلكين في السعودية. من أبرز قنوات التسويق الرقمي في السعودية:
- وسائل التواصل الاجتماعي
- تحسين محركات البحث (SEO)
- إعلانات الدفع لكل نقرة (إعلانات PPC)
- التسويق عبر البريد الإلكتروني
- التسويق بالمحتوى
- التسويق عبر المؤثرين
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي:
تُعد وسائل التواصل الاجتماعي الأداة الأكثر استخدامًا في التسويق الرقمي في السعودية. إذ تشير البيانات المتاحة إلى وجود أكثر من 14 مليون مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في السعودية في عام 2020، مع وصول العدد إلى 21.10 مليون مستخدم نشط بحلول عام 2024. كما يتوقع أن يستمر هذا النمو في السنوات المقبلة. تشمل المنصات الأكثر شعبية في السعودية:
- تويتر
- فيسبوك
- إنستغرام
- سناب شات
- تيك توك
تحسين محركات البحث (SEO)
يُعتبر تحسين محركات البحث أحد القنوات المتعددة المعترف بها في التسويق الرقمي في المملكة. ففي عام 2020، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية حوالي 14.5 مليون مستخدم، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير بحلول عام 2026. تشمل محركات البحث الأكثر شيوعًا:
- جوجل
- بينج
- ياندكس
الدفع لكل نقرة (PPC):
تُعد إعلانات الدفع لكل نقرة إحدى أدوات التسويق الرقمي المعروفة جيدًا في السعودية. حيث بلغت قيمة هذا السوق 220 مليون دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن تحقق معدل نمو سنوي مركب يبلغ 15.5% خلال الفترة 2021-2026. تشمل المنصات الأكثر شهرةً لإعلانات الدفع لكل نقرة في المملكة العربية السعودية:
- إعلانات جوجل
- إعلانات فيسبوك
- إعلانات تويتر
التسويق عبر البريد الإلكتروني:
التسويق عبر البريد الإلكتروني هو أداة تقليدية أخرى لا تزال تُستخدم على نطاق واسع في السعودية. حيث بلغ الإنفاق على إعلانات البريد الإلكتروني في السعودية 34.60 مليون دولار أمريكي حتى عام 2025.
التسويق بالمحتوى:
يعتبر التسويق بالمحتوى موردًا آخرًا للتسويق الرقمي في المملكة العربية السعودية، فيمكننا وصفه بأنه عملية مشاركة محتوى مفيد وملائم وعالي الجودة مع السوق المستهدف بمرور الوقت. يُستخدم التسويق بالمحتوى لتحقيق أهداف مثل:
- زيادة الوعي بالعلامة التجارية
- توليد العملاء المحتملين
- جذب الزيارات إلى الموقع الإلكتروني
- بناء ولاء العملاء
نمو التسويق عبر المؤثرين:

كما هو الحال في العديد من الدول الأخرى، يُعد التسويق عبر المؤثرين قناة جديدة نسبيًا لكنها تنمو بسرعة في المملكة العربية السعودية. حيث يعتمد هذا النوع من التسويق على استخدام شخصيات معروفة للترويج لأعمالك أو لمنتجاتك، ويقصد بالمؤثرين المشاهير، والمدونين، ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي وغيرهم.
الفرص والتحديات:
في حال كنت ترغب في الاستثمار في شركة أو تتطلع إلى إنشاء سوق رقمي يمكنك من خلاله تسويق المنتجات للمستهلك السعودي، فإن التسويق الرقمي في المملكة العربية السعودية يعد فرصةً جيدةً لتحقيق تطلعاتك.
ويعود ذلك للأسباب التالية:
نمو الطبقة المتوسطة: أحد العوامل التي تعزز السوق المحتملة هو زيادة عدد أصحاب الدخل المتوسط، مما يؤدي إلى زيادة الدخل المتاح.
دعم الحكومة للاقتصاد الرقمي: تشجع المبادرات الحكومية المقدمة من حكومة المملكة على تطوير بيئة رقمية إيجابية.
جيل شاب متقن للتكنولوجيا: المستهلكون من فئة الشباب السعودي متحمسون ومنفتحون على التكنولوجيا الحديثة والابتكار.
ومن الجانب الآخر، تجدر الإشارة أيضًا إلى أن سوق التسويق الرقمي في المملكة العربية السعودية حديث نسبيًا. وهذا يعني أن هناك العديد من التحديات التي قد تواجهها الأعمال في محاولتها للنجاح في عالم التسويق الرقمي في المملكة العربية السعودية. تشمل هذه التحديات:
- حاجز اللغة
- الاختلافات الثقافية
- غياب الشبكات الرقمية
- التكلفة العالية لتنفيذ استراتيجيات التسويق الرقمي
هذه بعض الصعوبات الموجودة في سوق التسويق الرقمي في المملكة العربية السعودية، مع العلم أنه سوق كبير جدًا. وبالتالي، للتغلب على هذه العوائق والاستفادة من الاستثمار في السوق السعودية بنجاح، تحتاج الشركات إلى فهم الاتجاهات والأسواق التي يمكنها من خلالها تصميم استراتيجية تسويق رقمية صحيحة ينتج عنها سوق ناجح في المملكة العربية السعودية، والوصول إلى العملاء السعوديين الذين يستخدمون الخدمات الرقمية والتقنية عبر الإنترنت.
النقاط الرئيسية:
إليك بعض النصائح الإضافية المفيدة للشركات التي تسعى لتنفيذ استراتيجية تسويق رقمي في المملكة العربية السعودية:
- قم بالبحث: من الضروري فهم السوق السعودي قبل البدء في التخطيط لاستراتيجية التسويق الرقمي.
- استعن بوكالة محلية: من الأسهل للوكالة المحلية فهم السوق السعودي وثقافته.
- أنشئ محتوى عالي الجودة: من الضروري أن تضع في اعتبارك أن المستهلكين السعوديين دقيقون في اختياراتهم ولن يضيعوا وقتهم على محتوى منخفض الجودة.
- استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بفعالية: تعد وسائل التواصل الاجتماعي الطريقة الأكثر فاعلية للوصول إلى المستهلكين السعوديين.
- خصص محتواك: استخدم المستهلكين السعوديين كسوق مستهدف عند إنتاج محتواك.
- قِس نتائجك: يجب تسجيل أي نتائج تحققها مهما كانت، مما يمكنك من البحث عن طرق لتحسين عملك.
عند تنفيذها بشكل صحيح، ستساعد هذه الاقتراحات الشركات في تحقيق أهدافها في التسويق الرقمي في المملكة العربية السعودية والاستفادة من السوق الكبير.
كخلاصة لما سبق، وجدنا أن المملكة العربية السعودية تمتلك بيئةً رقميةً واعدةً، ومتناميةً، وجاهزةً أمام الشركات للاستفادة منها في سوق المملكة. حيث يعود ذلك إلى القدرة على فهم الاتجاهات الرئيسية، والتفضيلات، والخصائص الثقافية للسوق السعودي بسهولة، مما يعزز فعالية ونجاح التسويق بالنسبة للشركات التي تعتمد تقنيات التسويق الرقمي.
إضافةً لذلك، ومع التطور المستمر للبنية التحتية الرقمية وزيادة اعتماد التكنولوجيا في المملكة، فإن صناعة التسويق الرقمي أيضًا لديها إمكانيات للنمو المستقبلي. ومن جانب آخر، مع تزايد اعتماد المستهلكين عبر الإنترنت، فإن الشركات يمكنها الاستفادة من التحول إلى البيئة الرقمية، جنبًا إلى جنب مع بناء هوية تجارية ناجحة وقابلة للاستدامة في المملكة العربية السعودية.